منذ حوالي 1500 عام قبل الميلاد بدأ سكّان الهند بزراعة وحصد نبات القطن, ومن حينها عَرِِف الإنسان معالجة خيوط القطن وأدخلها في العديد من الصناعات النسيجية وصناعة الثياب, ومنها صناعة الألبسة الداخلية التي يُعتقد بأنّها ظهرت لأوّل مرّة لدى نساء الفراعنة والحضارة المصرية, حيثُ للآن يُعد القطن المصري من أفضل أنواع بذور القطن في العالم.
وهنالك أنواع عديدة من الأقمشة القطنية, نذكر منها الدنيم, الشاش, الدانتيل, الشامبري, البروكار الدمشقي الذي يدخل نسيج الساتان في صناعته مما يجعله ملائماً للستائر والملابس الفاخرة, وأخيراً الجيرسيه الذي يتميز بانسيابية و قدرة فريدة على التمدد, مما يجعله الأفضل لصناعة الملابس الداخلية والشراشف. هذه الأنواع المختلفة و الميزات الفريدة جعلت من القطن قماش مطلوب بكثرة, ويعتمد اقتصاد الكثير من البلدان عليه, فلم يقتصر استخدامه على صناعة الملابس وحسب, بل أيضاً الأدوات المنزلية, القماش المشمع, الخيام, الزي العسكري وحتى ملابس روّاد الفضاء ضمن مركباتهم.
وقد تم إدخال العديد من الخيوط الصناعية كالبوليستر في صناعة الأقمشة القطنية, واشتق منه بذلك أنسجة أخرى, لتكسبها المتانة والقوة ومقاومة أكبر للمياه والرياح. ولكن عند تسوق الملابس التي تلامس وتحتك مع بشرتنا, على سبيل المثال: الملابس الصيفية أو الداخلية خاصة بوكسر ،فانيلا, من المهم أن تكون صناعتها من القطن الطبيعي, لأن البوليستر يُعد من الأقمشة الحارّة التي تمنع البشرة من التنفس, وبالتالي تزيد التعرق, وتعلق الروائح بها بسهولة مما يجعل تنظيفها لاحقاً صعباً للغاية, فضلاً عن تسببها بالحساسية الجلدية للبعض, على عكس الملابس القطنية الأصلية التي تتميز بنعومتها وقدرتها العالية على الامتصاص, كما أنها لا تسبب أي نوع من الحساسية.
إليكم بعض الطرق المفيدة في التمييز ما بين ملابس القطن الطبيعية عن الملابس الصناعية:
-عند دعك قطعة من القماش حتى تسخن, في حال ظهور آثار لوبر أبيض على قطعة القماش فذلك يعني أن القطعة مصنوعة من بقايا القطن, أي أنّها تحوي نسبة من البوليستر.
- الأقمشة المصنوعة من القطن الطبيعي الأصلي ستشعرين بالنعومة عند فركها, بينما تلك المصنوعة من مزيج القطن والبوليستر فتنتج حرارة يمكنك الشعور بها عند فركها براحة يديك.
-في حال ضغطت قطعة القماش بين أصابعك وتجعدت كقطعة ورق فمثل هذا القماش قليل القطن, أو ليس به قطن نهائياً, و يحتوي نسبة عالية من البوليستر.
-الملابس القطنية الطبيعية تتحمل الحرارة, ولا يتغير مقاسها بعد الغسيل مقارنة بالملابس التي تدخل خيوط البوليستر في صناعتها, فتنكمش تحت تأثير الحرارة.
القطن الطبيعي, أو ذلك المهجّن بالألياف الصناعية, كلاهما نوعان مهمان من الأقمشة التي نعتمد عليها بشكل أساسي في حياتنا, وكلاهما يملكان فائدة واستخدام فريد ترتكز عليه تفاصيل حياتنا اليومية, ولكن من الضروري اختيار ما يحافظ على سلامة بشرتنا ويجلب لنا الراحة والاسترخاء في أيام الصيف الحارّة أو عند تسوق الملابس الداخلية.