كيف تؤثر الأقمشة الصناعية على صحة الجلد: الحقائق والخرافات

28 February 2025
Nour Kanaan
كيف تؤثر الأقمشة الصناعية على صحة الجلد: الحقائق والخرافات

تُمارس الأقمشة التي نختار ارتدائها يومياً تأثيراً كبيراً على صحة بشرتنا. وقد كانت الأقمشة الصناعيّة، على وجه الخصوص، موضوعاً للعديد من الادعاءات حول تأثيرها على الجلد. يهدفُ هذا المقال إلى التمييز بين الحقائق والخرافات حولَ الأقمشة الصناعية وتأثيرها على صحة الجلد.



الخرافة الأولى: جميع الأقمشة الصناعية ضارّة بالبشرة:

هناك اعتقادٌ شائعٌ بأنَّ جميع الأقمشة الصناعية تملكُ تأثيراً سيئاً على صحةِ الجلد. في حين أنّ بعض الأقمشة الصناعيّة قد تُسبب تهيجاً للبشرة، إلّا انّ ذلك لا ينطبق على جميعها. على سبيلِ المثال، يمتلكُ النايلون خصائص ماصّة للرطوبة، مما يُساعد على إبقاء البشرة جافة أثناء التمارين الرياضيّة. ومع ذلك، فإنّ محدوديّة قابليته للتهوية قد تؤدي لاحتباسِ الحرارة، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو يسبب التهابات فطرية إذا لم يتم التعامل معها بشكلٍ صحيح.


الحقيقة: بعض الأقمشة الصناعية قد تسبب تهيجاً للبشرة:

تُعتبر بعض الأقمشة الصناعية مثل البوليستر والأكريليك أقلّ قدرة على التهوية مقارنةً بالألياف الطبيعية، مما قد يؤدي إلى احتباس العرق والبكتيريا على سطح الجلد. هذا يمكن أن يُسبب تهيّجاً للبشرة وظهور طفح جلدي، أو تفاقم مشاكل جلدية موجودة مسبقاً مثل الأكزيما.



الخرافة الثانية: الأقمشة الصناعية هي دائماً الأفضل للملابس الرياضيّة:

بينما تُعتبر الألياف الصناعية مثل البوليستر والإيلاستين شائعة في صناعة الملابس الرياضية بسبب متانتها ومرونتها، فإنّها ليست دائماً خياراً مثالياً للجميع. هذه الأقمشة قد تحتجز الحرارة والرّطوبة، مما قد يسبب نمو الجراثيم وتهيّج البشرة. للأشخاص ذوي البشرة الحساسة قد تكون الأقمشة الطبيعية مثل القطن أو المواد التي تمتص الرّطوبة أكثر ملائمة للحفاظِ على برودة وجفاف الجلد أثناء ممارسة الرياضة.


الحقيقة: المواد الكيميائية في الأقمشة الصناعية قد تكون ضارّة:

أظهرت دراسات حديثة مخاوفاً بشأن المواد الكيميائية الداخلة في صناعة الأقمشة الصناعية. ولاسيما تلك التي تُعرف ب "PFAS" أو المواد الكيميائية طويلة الأمد. يُمكن أن تُمتص هذه المواد عبر سطح الجلد، و ترتبط بمخاطر صحيّة مثل السرطانات وضعف جهاز المناعة.



الخُرافة الثالثة: غسل الملابس الصناعية الجديدة يزيل جميع المواد الكيميائية الضارة:


يعتقدُ الكثيرون أن غسل الملابس الصناعية الجديدة يمكن أن يزيل جميع المواد الكيميائية الضارة. في حين أن الغسيل يمكن أن يزيل بعض المواد الكيميائية السطحية، فإنّها لا تزيلها بشكل كامل. بعض المواد يمكن أن تلتصق بالألياف وتظلّ موجودة حتى بعد عدّة غسلات، مما قد يؤدي لردود فعلٍ تحسسية لدى أشخاص مؤهَبِين.


الحقيقة: الأقمشة الطبيعية ألطف عموماً على البشرة:

تُعتبر الأقمشة الطبيعية مثل القطن والحرير والكتان أكثر قابلية للتهويّة وأقل تسبباً في تهيج الجلد. فهي تسمح بتدفق الهواء، مما يسمح بإبقاء البشرة جافة ويقلل من خطر نمو البكتيريا. بالنسبة إلى الأشخاص الذين يُعانون من بشرة حساسة أو مشاكل جلدية مثل الأكزيما، فإن اختيار الأقمشة الطبيعية يمكن أن يساهم بتقليل هذه المشاكل المُزعجة.



الخاتمة:

إنّ فهم خصائص الأقمشة التي نرتديها أمرٌ ضروري للحفاظ على صحة بشرتنا. وعلى الرغم من أنّ الأقمشة الصناعية ليست جميعها ضارّة، إلّا أن بعض الأنواع والمواد الكيميائية المستخدمة في صناعتها قد تُسبب ضرراً للبشرة، خاصة للأشخاص الحساسين. لذلك، فإنّ اختيار الأقمشة الطبيعية القابلة للتهوية، والانتباه إلى المواد الداخلة في صناعة ملابسنا قد يُساعد في حماية بشرتنا من الالتهابات والتهيج وغيرها من المشاكل المُسببة للإزعاج.