نقاش القطن الكبير: قطن بيما مقابل القطن العضوي

9 July 2024
Abdulla jamal

في عَالمِ المَلابسِ، تُنسَجُ حكاياتٌ مِن الخيوطِ، وتُطرّزُ روائعٌ مِن الأليافِ المحبوكة. ومِن بينِ أَجودِ أنواعِ القطنِ، يبرزُ اثنان: القطنُ العضوي وقطنُ بيما. فما سرّ تميزهما؟ وكيف يُمكننا الاختيار بينهما؟


  • ماهو قطن بيما؟

يُصنعُ قُطن بيما فِي مُختَلفِ البلدانِ النّامية والمُتقدمة, ويَتميزُ بأليافٍ طَويلةٍ تُعرفُ باسمِ التيلةِ الطّويلةِ جداً ELS. وتَنتمي هَذهِ الأليافُ إلى نوعٍ معين مِن نَباتِ القُطنِ ألَا وهو Gossypium barbadense. ويُعدّ واحداً مِن أَجودِ أنواعِ القطنِ في العالم وأكثرها تَكلفة.


تَستَخدِمُ بَعضُ الماركاتِ التجاريّةِ مصطلح سوبيما Supima, وهو اسمٌ يُطلَقُ على قُطنِ بيما بِشرطِ أن يكونَ قطناً نقياً 100% ومزوعاً في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ, على الرُغمِ من أنّهُ لا يختلفُ عن قطن بيما العادي من حيث المقاييس والاستخداماتِ. وبِجانبِ هذا النّوعِ الخَاصِ الذي يُزرع في الولايات المتحدة فإنّ قطنَ بيما يُزرعُ في مناطقٍ أخرى من العالمِ مِن ضِمنها استراليا, البيرو وسويسرا.


يتميزُ قطنُ بيما بِكونهِ قطن ناعم للغاية, سلس ومتين. ويعدّ من الخاماتِ ذاتِ الملمسِ المريحِ والجودة المثالية للاستخدامِ طويلِ الأمدِ, حيثُ تُحافظُ القطعةُ عَلى شَكلها ولَونها. ولِذلك نرى بأنّه يدخلُ في صناعةِ منتجاتٍ عديدةٍ كالقُمصانِ والستراتِ والمَلابسِ الأخرى بالإضافةِ إلى أغطيةِ الفِراشِ.


  • ماهو القطن العضوي؟

القطنُ العضوي هو القطنُ المَصنوعُ من نباتِ القطن الطبيعي غيرِ المُعدلٍ وراثياً ومِن دون استخدامِ المبيداتِ الكيميائيةِ أو الأسمدةِ الصناعيةِ. وبذلكَ يُوصفُ القطنُ العضوي بأنّه منتجٌ صديقٌ للبيئةِ. إن أغلب انتاجِ القطنِ العضوي يأتي من البلدانِ الناميةِ, وهو ذو أليافٍ قصيرةٍ إلى متوسطةِ الطّولِ وبتكلفةٍ متوسطةٍ إلى عاليةٍ بحسب شهادةِ الجودةِ.


يَخضعُ القطنُ العضوي لِشروطٍ ومواصفاتٍ محددةٍ من قِبل المعيارِ العالَميّ للنسيجِ العضوي GOTS. ويتضمّنُ ضَوابطاً على ظروفُ العملِ والجودةِ والتي تتجاوزُ كلمةُ "عضوي" التي يستخدمها عامةُ الناسِ. لذلِكِ عند شراءِ ملابسٍ مصنوعةٍ من القطنِ العضوي لاحقاً تأكد بَأنّها حَاصلة على شهادةِ الجودة GOTS.


لا تَقتصرُ فوائدُ القطنِ العضوي على البيئةِ وحسب, بَل لَه فوائداً عظيمةً على صَحةِ الانسان. فإن كُنتَ من ذوي البشرةِ الحساسةِ فَهذا القماشُ الطبيعي 100% هو الأنسَبُ لملابسكَ أو حتى أغطيةِ فراشكَ, فضلاً على أنّه يوفّرُ عليكَ استنشاقَ الموادِ الكيميائية أثناء النّومِ أو العمل.


  • أيهما أفضل؟ قطن بيما أم القطن العضوي؟

كلا النّوعين مُصنّفان من أفخرِ وأجودِ أنواعِ القطنِ حولَ العالمِ, وعمليةُ الاختيارِ بينهما تعتَمدُ على تَفضيلاتِكَ الشّخصية بشكلٍ رئيسي. نوردُ فيما يلي الاختلافات الرئيسية بينَ قطن بيما والقطن العضوي لمساعَدتكَ على حسمِ قرارك:


  1. طول الألياف:

إنّ طول الألياف هو المُحددُ الرئيسي لجودةِ القطنِ. كلما كَانت الأليافُ أطول, كان القماشُ أعلى جودةً وأكثرَ متانةً. ولذلِكَ يتفوّقُ قطن بيما على القطنِ العضوي في الجودةِ بِحكمِ أن أليافَهُ طويلة التيلة.


  1. التأثير البيئي والاستدامة:

إن كُنتَ مِن مُناصري البيئة, فعليكَ بالقطنِ العضوي المزروعِ بشكلٍ صَديقٍ للبيئةِ, على الرّغمِ من أنّ ظروفَ العمّالِ مَشكوكٌ فيها بما أنّه ينتجُ بشكلٍ أساسي في الدولِ الناميةِ. لَكن وعلى الرغمِ من أن قطن بيما لا تتمّ زراعتهُ بشكلٍ عضوي فإنّ الملابسَ المصنوعةَ منهُ تدومُ لفترةٍ طويلةٍ, ولا يلزمُ إرسالها إلى مَكبِ النفاياتِ أو استبدالها, على عكسِ القطنِ العضوي الأقل متانة بسببِ أليافهِ القصيرة فلا يدوم طويلاً.


  1. التكلفة:

قطنُ بيما وكذلك سوبيما أكثرُ تكلفة من القطنِ العضوي. وبغضّ النّظرِ عن العلامةِ التجاريةِ فإنّ أي قطعةٍِ نسيجيةٍ تَحملُ علامةَ "قطن سوبيما" النّقي ستكونُ بالتأكيدِ أعلى ثمناً من القطنِ العضوي وكذلك قطن بيما العادي.


  1. الراحة والتهوية:

عندما يَتعلقُ الأمرُ بالراحةِ, فلا مَثيلَ للقطنِ العضوي! فضلاً عَن كونهِ ناعمَ الملمسِ, يَسمحُ القَطن العضوي بتهويةٍ جيدةٍ للبشرةِ وبالتالي يَحمي مِن الآثارِ السّيئة للتَعرّقِ والرطوبةِ. أما قطن بيما, فبالرّغمِ من كونهِ قطنٌ حريري الملمَس, إلا أنّه يميلُ إلى حَبسِ الحرارةِ أكثر من القطن العضوي.


  1. حساسية الجلد:

نظراً لكونِ القطنِ العضوي خالٍ من الاضافاتِ الكيميائيةِ أو الاصطناعيةِ, فإنّ الألبسة المصنوعة منه أكثرُ ملائمةً لذوي البشرةِ الحساسةِ أو المُؤَهبين للتأرجِ. مُعظم قطن بيما ليس عضوياً, وقَد يحتوي على موادٍ ومكوناتٍ أخرى تُهيّجُ بشرتكَ أو تُفاقِمُ أعراضَ الحساسيّةِ لديكِ.



قطن بيما أو قطنٌ عضوي, لكلّ نوعٍ منهُما ميزاتهُ الفريدة, ويَعتَمدُ اختيارنا على احتياجاتنا ورغباتنا الشخصية. فهل نَبحثُ عن راحةٍ منعشةٍ مع لمسةٍ من المسؤولية البيئية؟ أم نميلُ لنعومةٍ تداعبُ الحواس ومتانةٍ تدومُ عبرَ الزمن؟